بعد أيام من التقارير التي زعمت أن جوهني سروجي، رئيس قسم هندسة الشرائح في آبل، يفكر في مغادرة الشركة، خرج سروجي برسالة داخلية يؤكد فيها أنه لا يخطط لترك منصبه في أي وقت قريب. الرسالة، التي حصل عليها مارك جورمان من بلومبيرغ، جاءت لتهدئة فريقه ونفي الشائعات المتداولة.
في مقال سابق على تيكبامين تناولنا موجة التغييرات الكبيرة في قيادات آبل والتقارير التي تحدثت عن احتمال رحيل سروجي مع عدد من كبار المسؤولين، وطرحنا وقتها سؤالًا حول تأثير ذلك على مستقبل Apple Silicon واستقرار خارطة منتجات الشركة. التطور الجديد يعيد رسم الصورة جزئيًا، على الأقل فيما يتعلق بسروجي نفسه.
مقتطف من رسالة سروجي لفريقه
كتب سروجي في مذكرته الداخلية:
"أعلم أنكم قرأتم الكثير من الشائعات حول مستقبلي داخل آبل، وأردت أن تسمعوا مني مباشرة. أنا فخور بالتقنيات المذهلة التي نبنيها معًا عبر الشاشات، الكاميرات، المستشعرات، السيليكون، البطاريات، والعديد من المجالات الأخرى، عبر كل منتجات آبل. نحن نُمكِّن أفضل المنتجات في العالم. أحب فريقي، وأحب عملي في آبل، ولا أخطط للرحيل في أي وقت قريب."
ورغم أن سروجي لم ينفِ بشكل صريح ما ذكره تقرير بلومبيرغ حول أنه كان "يفكر بجدية" في المغادرة، إلا أن رسالته توضح أن خططه الحالية تتضمن الاستمرار في الشركة، وهو ما يخفف من حدّة السيناريو الذي ناقشناه سابقًا في تيكبامين حول “أزمة قيادات آبل”.
من هو جوني سروجي؟
يشغل سروجي منصب نائب الرئيس الأول للتقنيات الصلبة (Hardware Technologies)، وهو أحد أهم القيادات في آبل منذ انضمامه إليها عام 2008 لقيادة تطوير شريحة A4 الخاصة بالآيفون 4 — أول معالج من تصميم آبل بالكامل.
قبل آبل، شغل سروجي مناصب قيادية في كل من Intel وIBM، لكنه اكتسب شهرته الأكبر من نجاحات شرائح آبل التي تهيمن اليوم على أداء الهواتف والحواسيب المحمولة.
أهمية سروجي في منظومة آبل
تحت قيادة سروجي، حققت آبل قفزة تاريخية مع سلسلة Apple Silicon التي غيرت شكل سوق الحواسيب، إضافة إلى تفوق معالجات iPhone عامًا بعد عام. من ضمن الإنجازات الأخيرة:
- A19 Pro في iPhone 17 Pro — أحد أسرع المعالجات في الهواتف الذكية.
- استمرار تفوق معالجات M-series على الحواسيب المنافسة في كفاءة الطاقة والأداء لكل وات.
اهتمام محتمل بالعمل خارج آبل… لكن ليس الآن
بحسب تقرير جورمان، أخبر سروجي بعض الزملاء أنه في حال غادر آبل يومًا ما، فسيكون ذلك للانتقال إلى شركة أخرى وليس للتقاعد، ما يشير إلى أنه يرى مسيرته المهنية ما زالت في مرحلة نشاط، لا مرحلة إغلاق الملفات.
التغييرات الكبيرة في قيادة آبل
تأتي هذه الشائعات وسط فترة تشهد فيها آبل موجة تغييرات واسعة في صفوف قياداتها العليا:
- تقاعد جيف ويليامز — رئيس العمليات.
- رحيل قريب لكل من جون جيانّاندريا (رئيس الذكاء الاصطناعي)، ليزا جاكسون (رئيسة البيئة)، كيت آدامز (المستشارة القانونية).
- انتقال آلان داي، رئيس تصميم البرمجيات، إلى شركة Meta.
- تقارير تشير إلى أن تيم كوك نفسه قد يخطط للتنحي عن منصب CEO في وقت مبكر من العام القادم.
في هذا السياق، يبدو تمسّك سروجي بمنصبه بمثابة عنصر توازن مهم داخل آبل، خصوصًا أن نجاح الشركة في السنوات القادمة يعتمد بصورة مباشرة على خارطة الشرائح التي يشرف عليها فريقه، من iPhone إلى Mac مرورًا بأجهزة الواقع والذكاء الاصطناعي على المدى البعيد.